Thursday, March 4, 2010

العلم ما بيعرف عربي


أشعة الشمس تتحدى ذلك العامود الشاهق الارتفاع و تسخر من زجاجته المهملة منذ زمن
انا الشمس كنت اله في الماضي
غضب قومي مني كذبوني
فجعلوا مني آلة لبقائهم
انت
لا شيئ سوى بريق باهت لا تستطيع ان تضيئ حتى داخلك
انت فاني
و كلما ضحكت زاد لهيبها
انه آ ب
شهر تضحك به الشمس

تحت العمود العقيم الذي كان منارة لتجمع المتظاهرين يوما ما
كانت أصوات الباعة المتجولين تعلو
يروجون للبضاعة الاتية من الصين
يقول للزبونة: يه ختي مقاس الحذاء 40
الزبونة: و انا ارتدي 38( مقاسات احذيتك مش مزبوطة )
الاسكافي العتيق : هم يفصلون بضاعتهم على مقاساتهم لا ضير ان لبست الاربعين ( في سره اربعين حذاءا على راسك )
الاسكافي العتيق له خبرة في جلد الاحذيه و مقاساتها و يترحم على ما كان يصنع في الماضي لكن ما عاد احد يشتري منه
( الكل بركض ورا الرخيص و الصيني مطلوب )
خبرته بالأحذية لم تعوض عليه جهله في النساء
كم تكره النساء ان تكون مقاس احذيتها كبيرة و حتى و ان كانت كذلك
يجب ان تلوم الحذاء و تمدح قدم السيدة

اصابها الحر بالجنون و كلام الاسكافي لا يليق بامرأة منذ
صاحت بطفلها الذي يزن و يئن تحت وطئة الحر
و بدأت بشتمه و شتم أبوه
الأم تشتم الأب
و الأب يشتم الأم
ماذا تبقى للطفل ليشتمه ؟
سكت فجأة عندما ابتسما له
صديقان منذ زمن المعتقل التقيا هناك ليشربا بعضا من عصير البرتقال
كانا قد ادمناه قديما منذ زمن من نفس البائع الذي صار
يستخدم التكنلوجيا و الكهرباء ليعصر به حبيبات البرتقال
و يخلطه بالثلج و الماء
احدهما قال للاخر
كنت يوما معها هنا في كزدورة و اشتريت لها البرتقال
قامت مظاهرة
نسيتها و نسيت البرتقال
و هتفت للوطن
بعد فترة عندما التقيتها انبتني
--- لماذا ؟
لانني نسيت ان ادفع ثمن البرتقال فاضطرت ان تدفعه هي
و ضحكا
ما عاد له طعم ..... (حتى البرتقال نشف بالبلاد )
فقير
يمر بجانبهما ينظر اليهما بطرف عينه
كأن ثأرا بينه و بين أحدهم
انتظر ان يرمي احدهما الكوب الورقي حتى باخذه ليبيعه
انحنى حتى يأخذ الكوب و الا بقدم كبيرة تدوسه و تهرسه
موظف حكومي
يركض متلهفا دوما
يتصبب عرقا
تحس انه متعب و منهك
هو ذات الرجل الذي يكلم نفسه دوما
يقول لها : هذا أول الشهر
و ترد عليه : و هو نهاية الراتب
و ما ان يصل هذا الرجل المسكين الى مكتبه
يتفرعن
كيف ؟
حاول ان تقدم له معاملتك و سترى
زاحم امرأة تقف
لم ينتبه انه كاد ان يوقعها و هي افاقت فجأة كأنها لم تكن هنا
عاشقة
لمن ؟ لهذا الشاب الذي يقف بالزاوية
و كيف عرفت
في بلادي لا تستطيع الانثى ان تعبر عن حبها و الا رجموها على الاقل بالنظرات
و لكن ان اصبحت عاهرة فمن الممكن ان تكون على مستوى رفيع
كيف ؟
هل رأيت يوما ما عاهرة تقف في صف لدفع فواتير الكهرباء ؟

عاهرة :
و كيف عرفت ؟
هي الوحيدة التي تمشي بثقة أمام مركز للشرطة

بعد ان شربا البرتقال
نفث دخان سجائره الرخيص و همس لصاحبه بصوت لا يكاد يسمع
في بلادنا تتحول ميادين النضال الى مواقف و كراجات عامة
كانت هناك قبل عشرون سنة مظاهرة تطالب بالاستقلال
و قبل عشر سنين تطالب بالديموقراطية
الان هذه مظاهرة على سجيتها تطلب لقمة العيش ؟
و يرنو العلم العالي الى الاسفل بنظرة غريبة
ليسال
هل هذا ما اردتم بالفعل ؟
ماذا تريدون مني ؟
هل انا امثلكم بالفعل
في نهاية العلم طرف مكتوب عليه
( made in china )
لهذا لم يفهم العلم رمزنا و رايتنا المصونة قصدنا و ما اردنا
العلم طلع ما بعرف عربي

No comments:

Post a Comment